دولي

المملكة العربية السعودية في طليعة الصحة والتعليم الرقمي، بحسب خبراء

الأمير محمد الفيصل: رائد ثورة تحلية المياه في المملكة العربية السعودية

لم تعد المملكة العربية السعودية مجرد دولة نفطية، بل أصبحت رائدة عالميًا في إنتاج المياه المحلاة، هذا ما أكده مايكل كريستوفر لو، الأستاذ المشارك في التاريخ ومدير مركز الشرق الأوسط بجامعة يوتا، خلال محاضرة ألقاها في الرياض.

في محاضرته التي قدمها في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، سلط لو الضوء على الدور المحوري الذي لعبه الأمير محمد الفيصل في تحلية المياه خلال السبعينيات، وكيف ساهمت جهوده الرائدة في إعادة تشكيل المملكة وتأمين مستقبلها المائي.

وأوضح لو أن التزام الأمير محمد الفيصل بحل مشكلة ندرة المياه كان متجذرًا في تجاربه في الطفولة خلال الثلاثينيات والأربعينيات، عندما واجهت المملكة العربية السعودية نقصًا حادًا في المياه. غالبًا ما كان الأمير يتحدث عن محطة تحلية المياه القديمة في جدة، المعروفة باسم “المكثف”، والتي كانت توفر المياه العذبة خلال فترات الجفاف. هذه الصعوبات المبكرة، كما قال لو، ألهمت الأمير في مهمته مدى الحياة لضمان الأمن المائي للمملكة.

تأسيس المؤسسة العامة لتحلية المياه:

في عام 1972، انفصلت مصلحة المياه المالحة عن وزارة الزراعة والمياه، مما يمثل الخطوة الأولى نحو إنشاء بنية تحتية مخصصة للمياه. وبعد ذلك بعامين، صدر مرسوم ملكي بإنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه، وتم تعيين الأمير محمد الفيصل محافظًا مؤسسًا لها.

وأوضح لو أنه تحت قيادة الأمير، توسعت البنية التحتية لتحلية المياه بسرعة. وبحلول وقت استقالته في عام 1977، كان هناك 28 مشروعًا رئيسيًا لتحلية المياه إما مكتملة أو قيد التنفيذ.

جدة: قلب “مملكة المياه المالحة”:

وصف لو السبعينيات والثمانينيات بأنها الفترة التي أصبحت فيها جدة مركزًا لـ “مملكة المياه المالحة” في المملكة العربية السعودية. وسلط الضوء على عدة أحداث رئيسية، بدءًا بالمرحلة الأولى من محطة تحلية المياه في جدة عام 1978.

وأضاف لو: “تمت إضافة وحدات التناضح العكسي، مما جعلها أكبر منشأة من نوعها في العالم في ذلك الوقت وزيادة القدرة بنسبة 40 بالمائة.”

وتبع ذلك المزيد من التوسعات. في عام 1979، قدمت المرحلة الثانية تقنية التقطير الومضي متعدد المراحل، والتي أضافت مليون جالون من الإنتاج اليومي للمياه بالإضافة إلى 85 ميجاوات من الكهرباء.

وقال لو إن المرحلة الثالثة في عام 1980 أضافت 2 مليون جالون أخرى في اليوم و 256 ميجاوات من الكهرباء، في حين أن المرحلة الرابعة بعد عام أنتجت 5 ملايين جالون أخرى في اليوم وأضافت 590 ميجاوات من الطاقة.

“لم تعالج هذه المشاريع نقص المياه في المملكة العربية السعودية فحسب، بل دعمت أيضًا التوسع الحضري السريع والنمو السكاني”.

“ثورة القرن العشرين”:

وصف لو تحلية المياه بأنها “ثورة القرن العشرين التي حافظت على المملكة العربية السعودية ومكنتها من أن تصبح دولة الرفاهية التي هي عليها اليوم”. وقال إن عمل الأمير وضع الأساس لمكانة المملكة العربية السعودية كأكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

مشروع جلب جبال الجليد:

كما ناقش لو خطة الأمير محمد الفيصل الجريئة والمثيرة للجدل لجر جبال الجليد من القارة القطبية الجنوبية إلى المملكة العربية السعودية. عقد الأمير مؤتمرًا دوليًا حول استخدام جبال الجليد في عام 1977، وجمع العلماء والخبراء لتقييم جدوى حصاد المياه العذبة من الجليد الجليدي.

وقال لو: “يعكس مشروع جبال الجليد التفاؤل التكنولوجي في السبعينيات”. وبينما لم تتحقق الخطة في نهاية المطاف، قال لو إنها أظهرت عقلية الأمير المبتكرة واستعداده لاستكشاف حلول غير تقليدية.

إرث مستدام:

وقال لو إن مساهمات الأمير محمد فيصل في تحلية المياه حولت المملكة العربية السعودية إلى حد كبير بحيث أصبحت المياه المحلاة أساسية للحياة اليومية.

“إن إرثه الشامخ هو ميراث لا بد أن يعتبره كل مواطن سعودي أمرًا مفروغًا منه عندما يفتح الصنبور”. وأضاف أن عمل الأمير الرؤيوي ضمن أن المملكة العربية السعودية يمكن أن تزدهر في بيئة قاحلة، مع تحويل ندرة المياه من تحد إلى فرصة للتقدم.

معلومة إضافية: بالإضافة إلى التوسع في تقنيات تحلية المياه القائمة، ركزت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة على تطوير تقنيات جديدة أكثر كفاءة وصديقة للبيئة لتحلية المياه، مثل استخدام الطاقة الشمسية وتقنيات النانو. هذا الابتكار المستمر يهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل الأثر البيئي لعمليات تحلية المياه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى