صحة

مخاطر الولادة القيصرية على صحة الطفل: تأثيرات على السمع والإدراك

مخاطر الولادة القيصرية على صحة الطفل: تأثيرات محتملة على السمع والإدراك تستدعي الانتباه

في ظل ارتفاع معدلات الولادة القيصرية، تزداد المخاوف بشأن تأثير هذه العمليات على صحة الأم والطفل على المدى الطويل. ففي ندوة نظمتها لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومي للمرأة، سلط الخبراء الضوء على أهمية تقليل الولادات القيصرية غير المبررة طبيًا، لما لها من آثار سلبية محتملة على صحة الطفل، خاصة فيما يتعلق بالسمع والإدراك.

الولادة القيصرية وتأثيرها المحتمل على السمع:

أكدت الدكتورة منى العقاد، أستاذ مساعد أمراض السمع والاتزان بكلية الطب جامعة الفيوم، على وجود علاقة بين نمط الولادة ونتائج فحوصات السمع الأولية لدى حديثي الولادة. وأشارت إلى أن الولادة القيصرية قد تؤثر سلبًا على قدرات الإدراك والتكامل الحسي لدى الأطفال، مما يستدعي ضرورة التدخل المبكر لعلاج مشاكل السمع للتخفيف من آثارها الضارة على تطور الطفل في مختلف المراحل العمرية. ويعزو بعض الباحثين هذا التأثير المحتمل إلى عدة عوامل، منها:

  • الضغط على رأس الطفل: خلال الولادة الطبيعية، يتعرض رأس الطفل لضغط معين يساعد على تحفيز بعض الأعصاب المرتبطة بالسمع والتوازن. في الولادة القيصرية، قد يغيب هذا التحفيز.
  • التعرض لأصوات عالية: قد يتعرض الطفل في غرفة العمليات أثناء الولادة القيصرية لأصوات عالية قد تؤثر على حاسة السمع لديه.
  • الأدوية المستخدمة: قد يكون للأدوية المستخدمة أثناء التخدير في الولادة القيصرية تأثير على الجهاز العصبي للطفل، بما في ذلك المراكز المسؤولة عن السمع.

تأثير الولادة القيصرية على الإدراك والتطور الحسي:

إلى جانب التأثير المحتمل على السمع، تشير بعض الدراسات إلى أن الولادة القيصرية قد تؤثر على جوانب أخرى من التطور العصبي للطفل، مثل الإدراك والتكامل الحسي. ويُعتقد أن ذلك قد يعود إلى:

  • تأخر التعرض للبكتيريا النافعة: خلال الولادة الطبيعية، يتعرض الطفل للبكتيريا النافعة الموجودة في قناة الولادة، والتي تلعب دورًا هامًا في تطوير الجهاز المناعي والجهاز الهضمي. في الولادة القيصرية، قد يتأخر هذا التعرض، مما قد يؤثر على التطور العصبي.
  • التغيرات الهرمونية: الولادة الطبيعية مصحوبة بتغيرات هرمونية مهمة للأم والطفل، والتي قد تلعب دورًا في تعزيز الترابط بين الأم والطفل وتحفيز التطور العصبي.

جهود لتقليل الولادات القيصرية غير المبررة:

في ضوء هذه المخاطر المحتملة، تبذل وزارة الصحة والمجلس القومي للمرأة جهودًا مكثفة لتقليل الولادات القيصرية غير المبررة طبيًا، من خلال:

  • نشر الوعي: توعية السيدات بأهمية الولادة الطبيعية وفوائدها للأم والطفل، وتوضيح المخاطر المحتملة للولادة القيصرية.
  • تدريب الكوادر الطبية: تدريب الأطباء والكوادر الطبية على إدارة الولادة الطبيعية بكفاءة، وتوفير الدعم اللازم للأمهات أثناء المخاض.
  • تفعيل القوانين: تفعيل قانون المسؤولية الطبية لضمان حصول السيدات على الرعاية المناسبة أثناء الحمل والولادة.
  • دور المجتمع المدني: تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في ترسيخ المفاهيم الصحيحة عن الولادة الطبيعية وفوائدها.

الخلاصة:

على الرغم من أن الولادة القيصرية قد تكون ضرورية في بعض الحالات لإنقاذ حياة الأم أو الطفل، إلا أنه يجب تجنبها قدر الإمكان لما لها من آثار سلبية محتملة على صحة الطفل. من خلال نشر الوعي وتوفير الرعاية الصحية المناسبة، يمكننا المساهمة في تقليل الولادات القيصرية غير المبررة، وضمان حصول كل طفل على أفضل بداية ممكنة في الحياة.

معلومة إضافية:

تشير بعض الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا هامًا في تعويض بعض الآثار السلبية المحتملة للولادة القيصرية على صحة الطفل، خاصة فيما يتعلق بتطوير الجهاز المناعي والجهاز الهضمي. لذا، يُنصح بالحرص على الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم الاستمرار في الرضاعة مع إدخال الأطعمة التكميلية المناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى