3 عوامل لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية

الحب والامتنان مفتاح صحة قلبك: نظرة جديدة على العوامل النفسية وعلاقتها بصحة القلب
لطالما ارتبطت صحة القلب بعوامل مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة والوراثة. ولكن، هل تعلم أن مشاعرك وأحاسيسك تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة قلبك؟ هذا ما يؤكده الخبراء، وفي مقدمتهم الدكتور أحمد النمر، استشاري وأستاذ القلب، الذي شارك مؤخرًا عبر منصة “إكس” رؤى جديدة حول هذا الموضوع.
ما هي العوامل النفسية التي تعزز صحة القلب؟
وفقًا للدكتور النمر، تتجاوز صحة القلب مجرد الأرقام والقياسات الطبية. إنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحالتنا النفسية والعاطفية. وتشمل هذه العوامل الرئيسية:
- الحب: الحب ليس مجرد شعور رومانسي، بل هو شعور عميق بالارتباط والتقدير تجاه الآخرين، سواء كانوا أفراد العائلة، أو الأصدقاء، أو حتى المجتمع ككل. هذا الشعور بالانتماء يعزز الشعور بالأمان والراحة النفسية، مما ينعكس إيجابًا على صحة القلب.
- التفاؤل: النظرة الإيجابية للحياة والقدرة على رؤية الجانب المشرق في المواقف المختلفة تساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، وهما عاملان رئيسيان في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- العاطفة الإيجابية: وتشمل مجموعة واسعة من المشاعر التي تساهم في تعزيز الصحة العامة، مثل:
- الفرح: الشعور بالسعادة والبهجة يقلل من إفراز هرمونات التوتر، ويعزز من إفراز هرمونات السعادة التي تحمي القلب.
- الامتنان: تقدير النعم الموجودة في حياتنا والشعور بالعرفان يقلل من الشعور بالحسد والضغينة، وهما مشاعر سلبية تؤثر سلبًا على صحة القلب.
- الشغف: وجود اهتمامات وهوايات تثير شغفنا وتحفزنا يمنحنا هدفًا ومعنى في الحياة، مما يقلل من الشعور بالملل والاكتئاب، وكلاهما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- تقدير الذات: الثقة بالنفس والإيمان بقدراتنا يعزز من الشعور بالقيمة الذاتية، مما يقلل من الشعور بالوحدة والعزلة، وهما عاملان يؤثران سلبًا على صحة القلب.
كيف تؤثر هذه العوامل على صحة القلب والأوعية الدموية؟
تشير الأبحاث إلى أن هذه العوامل النفسية الإيجابية تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية من خلال عدة آليات، منها:
- تحسين وظائف الأوعية الدموية: المشاعر الإيجابية تساعد في توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
- تقليل الالتهابات: المشاعر السلبية تزيد من الالتهابات في الجسم، والتي تعتبر عاملًا رئيسيًا في تطور أمراض القلب. بينما المشاعر الإيجابية تساعد في تقليل هذه الالتهابات وحماية القلب.
- تحسين وظائف الجهاز العصبي: المشاعر الإيجابية تساعد في تنظيم الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي يتحكم في وظائف القلب مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم.
- انخفاض خطر الإصابة بجلطات القلب: من خلال تحسين وظائف الأوعية الدموية وتقليل الالتهابات وتنظيم الجهاز العصبي، تساعد المشاعر الإيجابية في تقليل خطر الإصابة بجلطات القلب والسكتات الدماغية.
النمر يؤكد: يجب علينا الاهتمام بصحتنا النفسية والعاطفية بنفس القدر الذي نهتم فيه بصحتنا البدنية. فالحب والتفاؤل والامتنان ليست مجرد مشاعر جيدة، بل هي أدوات قوية لحماية قلوبنا والحفاظ على صحتنا العامة.
كيف نزيد من هذه المشاعر الإيجابية في حياتنا؟
- قضاء الوقت مع من نحب: سواء كانوا أفراد العائلة أو الأصدقاء، فالوقت الذي نقضيه مع من نهتم بهم يعزز الشعور بالانتماء والسعادة.
- ممارسة الامتنان: تخصيص بضع دقائق يوميًا لكتابة الأشياء التي نشعر بالامتنان لوجودها في حياتنا يساعد في تغيير نظرتنا للحياة وجعلنا أكثر إيجابية.
- ممارسة الهوايات: تخصيص وقت للهوايات والأنشطة التي نستمتع بها يساعد في تقليل التوتر وزيادة الشعور بالسعادة والرضا.
- مساعدة الآخرين: العطاء ومساعدة الآخرين يعزز الشعور بالرضا الذاتي ويقلل من التركيز على مشاكلنا الشخصية.
- ممارسة الرياضة والتأمل: هذه الأنشطة تساعد في تقليل التوتر والقلق وتحسين المزاج العام.
في الختام، تذكر أن صحة القلب ليست مجرد مسألة طبية، بل هي أيضًا مسألة نفسية وعاطفية. لذا، ابدأ اليوم في رعاية قلبك من خلال تعزيز الحب والتفاؤل والامتنان في حياتك.