جدل في كولومبيا بسبب اعتذار رئاسي كُتب بـ ChatGPT

جدل في كولومبيا بعد استخدام الرئيس بيترو لـ ChatGPT في اعتذار قضائي ونشره عن طريق الخطأ
بوغوتا، كولومبيا – أثار الرئيس الكولومبي، جوستافو بيترو، عاصفة من الجدل والانتقادات بعد أن نشر عن غير قصد مسودة اعتذار قضائي تم إنشاؤها باستخدام أداة الذكاء الاصطناعي ChatGPT على حسابه الرسمي في منصة X (تويتر سابقًا).
الحادثة وقعت عندما قام الرئيس بيترو بتحميل نص اعتذار كان من المفترض تقديمه لجمعية الصناعيين الكولومبية “أندي” ورئيسها، بروس ماك ماستر. هذا الاعتذار جاء تنفيذًا لأمر قضائي صادر عن مجلس الدولة، والذي ألزم بيترو بحذف تغريدة سابقة اتهم فيها “أندي” ورئيسها بمحاولة تقويض الحكومة بدافع الكراهية العرقية.
النص الذي تم إنشاؤه بواسطة ChatGPT، والذي بقي منشورًا لمدة 28 دقيقة قبل حذفه، لفت انتباه أكثر من 8.3 مليون متابع للرئيس بيترو. واحتوى النص على إشارة واضحة إلى أن الغرض منه هو تنفيذ أمر قضائي بنشر اعتذار. على الرغم من امتثال الرئيس للأمر القضائي وحذف التغريدة الأصلية، إلا أنه أعرب عن عدم موافقته على الحكم، مؤكدًا أن تصريحاته السابقة كانت جزءًا من خطاب سياسي مشروع.
تساؤلات حول الشفافية والمصداقية:
أثار هذا الخطأ في النشر تساؤلات حادة حول الشفافية والاحترافية في إدارة حسابات الرئيس الكولومبي على وسائل التواصل الاجتماعي. كما أعاد فتح النقاش حول استخدام التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في العمل الحكومي ومدى تأثير ذلك على صياغة الخطاب الرسمي ومصداقيته.
تداعيات أوسع:
تتجاوز هذه الحادثة مجرد خطأ تقني، إذ أنها تثير قضايا أعمق حول:
- دور الذكاء الاصطناعي في السياسة: إلى أي مدى يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في صياغة البيانات الرسمية وتوصيلها؟ وما هي المخاطر المحتملة لذلك؟
- المسؤولية عن المحتوى المنشور: من يتحمل المسؤولية عن دقة ومصداقية المعلومات التي يتم نشرها عبر حسابات رسمية يديرها الذكاء الاصطناعي؟
- الشفافية في استخدام التكنولوجيا: هل يجب على الحكومات الإعلان عن استخدامها لأدوات الذكاء الاصطناعي في التواصل مع الجمهور؟
تأتي هذه الحادثة في ظل وجود سوابق لأخطاء كتابية ونشر غير مدروس من قبل إدارة الرئيس بيترو، مما يزيد من الضغط على فريق التواصل الرئاسي لضمان دقة ومسؤولية أكبر في المستقبل.