البلاستيك المنزلي: خطر خفي على صحة الأطفال

مخاطر خفية تهدد صحة أطفالنا: دراسة تحذر من تأثير المواد البلاستيكية على النمو والتطور
كشفت دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة “ذا لانسيت لصحة الطفل والمراهقين” عن نتائج مقلقة بشأن تعرض الأطفال للمواد البلاستيكية في مراحل النمو المبكرة. الدراسة حذرت من أن هذه المواد قد تترك آثاراً صحية سلبية طويلة الأمد، تمتد إلى مرحلة البلوغ، وتشمل اضطرابات هرمونية ومشاكل في النمو.
المواد الكيميائية البلاستيكية: قنبلة موقوتة في حياة أطفالنا
ركز التحليل العلمي على ثلاث مجموعات رئيسية من المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك، والتي تشكل خطراً داهماً على صحة الأطفال:
- الفثالات: تستخدم لإضفاء المرونة على البلاستيك، وتوجد في العديد من المنتجات اليومية مثل الألعاب، ومواد التعبئة والتغليف، وحتى بعض المنتجات الطبية. وقد ربطت الدراسات بين التعرض للفثالات ومشاكل هرمونية، واضطرابات في النمو الجنسي، وزيادة خطر الإصابة بالربو والحساسية.
- البيسفينولات (خاصة البيسفينول أ أو BPA): تستخدم لزيادة صلابة البلاستيك وتوجد في عبوات الطعام والشراب، وزجاجات الأطفال، وبعض الأدوات المنزلية. أظهرت الأبحاث أن التعرض المفرط للبيسفينولات يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الغدد الصماء، ومشاكل في الجهاز التناسلي، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
- مواد البولي فلورو ألكايل (PFAS): تستخدم لجعل البلاستيك مقاوماً للحرارة والماء والزيت، وتوجد في أدوات الطهي غير اللاصقة، وتغليف المواد الغذائية، والمنسوجات المقاومة للماء. وقد ربطت الدراسات التعرض لمواد PFAS بأمراض مزمنة مثل أمراض الكلى والكبد، وضعف جهاز المناعة، وبعض أنواع السرطان.
خطر إضافي: الميكروويف والميكروبلاستيك
يشدد الباحثون على أن استخدام الميكروويف لتسخين الأطعمة في حاويات بلاستيكية يزيد من المخاطر بشكل كبير. فالحرارة تتسبب في تحلل البلاستيك وإطلاق جزيئات دقيقة جداً، تعرف بالميكروبلاستيك والنانوبلاستيك، والتي يمكن أن تتسرب إلى الطعام وتدخل جسم الطفل. هذه الجزيئات الصغيرة قادرة على اختراق الأنسجة والخلايا، مما يزيد من احتمالية حدوث التهابات وتفاعلات ضارة أخرى.
الدكتور ليوناردو تراساندي يحذر:
“نحن نتعرض لهذه المواد الكيميائية يومياً من خلال مجموعة واسعة من المنتجات، بدءًا من تغليف المواد الغذائية ومستحضرات التجميل، وصولاً إلى الألعاب والأدوات المنزلية. يجب أن نكون على دراية بالمخاطر المحتملة، خاصة بالنسبة للأطفال الذين هم أكثر عرضة للتأثر بهذه المواد.”
ما الحل؟ خطوات وقائية لحماية صحة أطفالنا
الدراسة تدعو إلى اتخاذ إجراءات وقائية للحد من تعرض الأطفال للمواد البلاستيكية، وتوصي بما يلي:
- تقليل استخدام البلاستيك: استبدال الحاويات البلاستيكية بحاويات زجاجية أو مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ لتخزين وتسخين الطعام.
- تجنب تسخين الطعام في الميكروويف باستخدام حاويات بلاستيكية: استخدام أطباق زجاجية أو خزفية آمنة للاستخدام في الميكروويف.
- اختيار منتجات خالية من BPA والفثالات: قراءة الملصقات بعناية والبحث عن المنتجات التي تحمل علامات تدل على خلوها من هذه المواد الكيميائية الضارة.
- التركيز على الأطعمة الطازجة وغير المصنعة: تقليل الاعتماد على الأطعمة المعلبة والمغلفة بالبلاستيك.
- تشجيع البحث والتطوير: دعم الجهود الرامية إلى تطوير بدائل آمنة ومستدامة للمواد البلاستيكية.
- زيادة الوعي العام: نشر الوعي حول مخاطر المواد البلاستيكية وتأثيرها على صحة الأطفال.
خلاصة: صحة أطفالنا أمانة في أعناقنا. من خلال اتخاذ خطوات بسيطة وواعية، يمكننا الحد من تعرضهم للمواد البلاستيكية وحمايتهم من المخاطر الصحية المحتملة.