السوريون في أورفا التركية.. معاناة مريرة ومستمرة

يعيش غالبية القاطنين السوريين في تركيا عموماً ومدينة أورفا بشكل خاص على المساعدات الإغاثية, وقلة قليلة منهم تملك فرص عمل ودخل ثابت. بينما هذه الغالبية تعتمد على العمل اليومي, فإن توفر أعانهم على تأمين أجرة المنزل وفواتير الماء والكهرباء وهذا الكرت”الإغاثي” وهذا العمل بالكاد يرفعهم عن خط الفقر, أما الآن يبدو أن الحكومة التركية تدرس أوضاع العائلات من جديد لكي تقدم هذا الكرت للأكثر احتياجاً. وبسؤالي لإحدى العائلات كيف يتم ذلك و ما الأسس التي يتم على ضوئها اختيار العائلة؟
اجاب ابو عبدالله قائلاً:
المفروض أن يتم ذلك حسب توفر معيل لهذه العائلة أو لا, وإذا كان لديهم مريض أو معاق ربما الأولوية تذهب إلى الأرامل والأيتام ومن لديهم أطفال. هذه المقاييس الأساسية التي يعتمدونها ولكنها غالباً لا تطبق وربما يعود ذلك إلى الذي يجري المقابلة مع العائلة ربما تتدخل مزاجيته كالعادة في ذلك. يؤكد أبو عبدالله أنّ أكثر الوافدين الجدد لم يحصلوا حتى الآن على كرت الهلال وهم بانتظار الرسالة التي تؤكد لهم ذلك أو ترفض طلبهم, وأنّ بعض الذين رفض لهم الطلب كانوا قد اعترضوا وتم التواصل معهم لأخذ معلومات جديدة لكن دون رد حتى اللحظة.
لقد منح الكرت لعوائل لديها معيلين وحتى ممكن لديهم أعمال خاصة وأوضاعهم ميسورة وتم رفض أناس أكثر احتياجاً.
أبو إدريس لديه أربعة أبناء معاقين, ولديه شاب واحد يستطيع العمل ومع ذلك تم رفض طلبه, أما العائلات التي سبق أن استفادت من تلك المعونات, لازالت تنتظر الرسالة التي تؤكد أو ترفض طلبهم. تلك الرسالة أصبحت مصيرية بالنسبة للبعض فهم ليس لديهم معيل سوى الله وهذا حال أكثر من 80 بالمائة من العوائل. فمعضمهم لديه أطفال أيتام ونساء أرامل أو ربما لديه إعاقات وبما أنّ أورفا التركية كمدينة تقل فيها نسبة العمل, فإنّ ذلك يسبب ضغطاً على العائلة.
وبسؤالي لأحد الموظفين العاملين هناك عن سبب التاخير قال لي: أنّ الحكومة ربما بصدد إعادة دراسة لكل العوائل من جديد وقد يتم منح الجميع هذا الكرت ولكن ربما تخفص قيمة المنحة للفرد فمن المقرر أن يكون لكل فرد 100 ليرة تركية ولكن قد يتم تخفيضه ل 65 ويصبح يشمل كل العوائل.
وعن قصة المساعدات والمنظمات الإغاثية سألنا عدداً من أرباب الأسر كيف يتم توزيعها وكيف تكون المحاصصة
أجاب ابو عبدالله قائلا:
المشكلة لايوجد تعاون بين هذه المنظمات إذا غضضنا الطرف عن مساعدة ذوي القربى على حساب غيرهم إلا أن التوزيع أغلبه عشوائي بينما لو أنهم اجتمعوا بتشكيل واحد وبجدولة واحدة, لكان باستطاعتهم تأمين التوزيع العادل لكل الأسر.
فغالباً هذه المنظمات تكون لدى كل واحدة منها كمية محددة, ما أن تنتهي يتوقف التوزيع وقد تحصل عائلة واحدة على أكثر من حصة من أكثر من جهة وغيرها لايحصل على شيء.
يقطن في أورفا التركية حوالي ربع مليون لاجئ سوري معظمهم من ديرالزور والرقة وجميع هؤلاء بانتظار رسالة قد تحدد مصيرهم إما البقاء في المدينة أو اللجوء إلى المخيمات.