لهذه الأسباب يمتنع أهالي اسطنبول عن تأجير البيوت للسوريين!

كثرت في الآونة الأخيرة المظاهرات المناوئة لتواجد السوريين في تركيا، نتيجة استياء فئة من الشعب التركي من تصرفات بعض اللاجئين السوريين الذين “تناسوا أنهم ضيوف” بحسب ما يردده بعض الأتراك، و”قاموا بتصرفات بعيدة غير أخلاقية” ما تسبب بتشويه صورة اللاجئ السوري عند قسم كبير من المواطنين الأتراك.
تجاوزات فردية
بات ملاحظاً في الفترة الأخيرة صعوبة استئجار السوريين للمنازل في مدينة اسطنبول، وخاصة في المناطق الحيوية كمنطقة (الفاتح) أو (تقسيم)، وعند سؤالنا لـ (حمزة) الذي يعمل في مكتب عقارات عن سبب تخوف الأتراك من تأجير السوريين، أشار إلى “أن هناك بعض السوريين يستأجرون منزلا ويكتبون عقدا لمدة عام وبعد مرور عدة أشهر يمتنعون عن دفع الإيجار بحجة أنهم لا يملكون أموالا، ما يدفع بصاحب المنزل لإخراجهم دون الحصول على بقية مستحقاته المالية، كما يقوم قسم آخر من السوريين بوضع أكثر من عائلة داخل المنزل الواحد رغم تعليمات صاحب المنزل أن لا يتجاوز عدد الأشخاص 5 على سبيل المثال، لكنه يتفاجئ بعد فترة أن منزله يوجد به أكثر من 20 شخصاً”.
وتابع (حمزة): “هناك أيضا حالات حصلت تمثلت بقيام عائلة سورية منذ فترة باستئجار منزل مفروش في منطقة (الفاتح) وبعد مدة قامت هذه العائلة بسرقة المفروشات”.
وأكد (حمزة) أن هذه الحالات الفردية يتناقلها الأتراك فيما بينهم الأمر الذي يتسبب بنقل صورة سلبية عن اللاجئين السوريين لذلك امتنع القسم الأكبر عن تأجير المنازل، ولم يعد بمقدار أغلب السوريين إلّا الاستئجار في المناطق البعيدة عن مركز مدينة اسطنبول كمنطقة (أسنيورت) نتيجة ضعف الإقبال عليها من قبل الأتراك.
ظاهرة التحرش
من الأسباب التي دفعت بعض الأتراك من الانزعاج من تواجد السوريين “ظاهرة التحرش”، حيث يروي لنا سامر قصة حدثت منذ فترة في منطقة (أيوب)، حيث قام شاب سوري بالتحرش بفتاة تركية عبر اللحاق بها ومحاولة التحدث معها لتقوم الفتاة بالصراخ عليه الأمر الذي دفع بشبان أتراك بالهجوم عليه وضربه ثم أخذوه إلى قسم الشرطة.
واعتبر (سامر) أحد الناشطين الذي كانوا في داخل سوريا وقدم إلى اسطنبول منذ عدة أشهر أن هناك بعض الشباب السوريين الذين يشوهون سمعة الجالية السورية في اسطنبول بشكل كامل، عبر قيامهم بتصرفات لا تمت للأخلاق بصلة.
وتابع (سامر): “للأسف نشاهد في بعض الأحيان شباب سوريين يتحرشون بفتيات سوريات، فهؤلاء القلة يجب أن يتم محاسبتهم والتبليغ عليهم، وأشار أن الحل يكمن في إنشاء رابطة تجمع السوريين في كل منطقة تتألف من عدة اشخاص يتواصلون مباشرة مع الحكومة التركية في حال حدوث أي مشكلة”.
عدم المبالاة
انتشر منذ عدة أيام مقطع فيديو يظهر فيه مجموعة من الأطفال السوريين يسبحون في أحد المواقف البحرية التي تنقل الأشخاص من القسم الأوروبي إلى الآسيوي في مدينة اسطنبول، وقد تجمع حولهم أعداد كبيرة من الأتراك والسياح الأجانب وهم يشاهدون هذا المنظر الغريب عليهم، وسط انزعاج الشخص السوري الذي قام بتصوير الفيديو عبر ترديده عبارة “اعرفتوا ليش الأتراك رح يقلعونا قريبا”!
كما يقوم بعض الشباب السوريين بالسهر لوقت متأخر من الليل في بيوتهم مع رفع صوت الأغاني والتحدث بصوت عالي ما يدفع جيرانهم الأتراك لطلب الشرطة نتيجة الإزعاج الذي يتسببون به.
دور علماء الدين في التوعية
يؤكد الشيخ مصطفى الحامض من رابطة علماء الشام أن على السوريين المتواجدين في تركيا الالتزام بالأخلاق الحميدة، والابتعاد عن أي تصرف يسيء لنا كضيوف عند الشعب التركي، والذي يتعامل معنا بشكل جيد.
وأكد على أهمية دور علماء الدين في توعية الشباب السوري وإرشادهم للطريق الصحيح عبر إقامة مجموعة من الندوات والمحاضرات التي تجمع كافة شرائح اللاجئين السوريين في تركيا.
وتابع (الشيخ مصطفى) يجب أن لا يكرر بعض السوريين الأخطاء التي وقعوا بها في مصر من تصرفات أساءت لنا جميعا، ما دفع بقسم كبير من الشعب المصري بالاستياء من تواجدنا، نحن ضيوف ويجب علينا الالتزام بكافة عادات وتقاليد المجتمع الذي نعيش فيه.