اكتشاف نسخة هيروغليفية كاملة لمرسوم كانوبس
اكتشاف نسخة هيروغليفية شبه كاملة لمرسوم كانوبس: كنز أثري جديد يضيء التاريخ المصري القديم
في اكتشاف أثري بالغ الأهمية، أعلن فريق من علماء الآثار عن العثور على نسخة شبه كاملة مكتوبة باللغة الهيروغليفية من مرسوم كانوبس الشهير، وذلك في موقع تل الفرعون بمحافظة الشرقية في مصر. يمثل هذا الاكتشاف إضافة هامة إلى فهمنا للتاريخ المصري القديم، خاصةً فيما يتعلق بالعلاقة بين السلطة والدين والتقويم في العصر البطلمي.
ما هو مرسوم كانوبس؟
مرسوم كانوبس هو مرسوم ملكي صدر في العام 238 قبل الميلاد في عهد بطلميوس الثالث. يُعد هذا المرسوم نصًا ثلاثي اللغة – مكتوبًا بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية – وكان يُعلن في مدينة كانوبس (أبو قير حاليًا) في دلتا النيل. يتضمن المرسوم احتفاءً بالملك بطلميوس الثالث وعائلته، بالإضافة إلى أوامر بتثبيت الطقوس الدينية، وتعديلات في التقويم المصري القديم.
أهمية الاكتشاف الجديد:
تكمن أهمية هذا الاكتشاف في عدة نقاط:
- نسخة هيروغليفية شبه كاملة: يُعتقد أن هذه النسخة هي الأولى “غير الناقصة” التي يتم العثور عليها منذ أكثر من 150 عامًا. النسخ السابقة التي تم اكتشافها في تانيس وكوم الحصن كانت غالبًا ما تكون مجزأة أو تفتقر إلى أجزاء باللغات اليونانية أو الديموطيقية.
- نص هيروغليفي خالص: يقال إن النسخة الجديدة مكتوبة بالكامل بالهيروغليفية، مما يمنح الباحثين فرصة فريدة لدراسة النص الأصلي دون الاعتماد على الترجمات الموازية. هذا يمكن أن يؤدي إلى فهم أعمق للمفردات والعبارات الهيروغليفية المستخدمة في ذلك الوقت.
- إضاءة العصر البطلمي: يعتبر مرسوم كانوبس وثيقة أساسية لفهم كيفية دمج السلطة الملكية والقوة الدينية والتقويم في مصر البطلمية. يوفر هذا الاكتشاف رؤى جديدة حول المعتقدات والقوانين والعلاقات بين الكهنة والسلطة في تلك الفترة.
- المساهمة في فك رموز اللغة المصرية القديمة: لعبت نصوص مرسوم كانوبس، إلى جانب حجر رشيد، دورًا حاسمًا في فك رموز اللغة المصرية القديمة. يمكن أن تساعد هذه النسخة الجديدة في تحسين فهمنا لقواعد اللغة وبنيتها.
تفاصيل الاكتشاف:
تشير التقارير الأولية إلى أن النسخة المكتشفة تتكون من حوالي 30 سطرًا من النص الهيروغليفي. تم الاكتشاف تحت إشراف بعثة مصرية بالتعاون مع معهد آثار محلي، وتم الإعلان عنه رسميًا من قبل وزارة السياحة والآثار المصرية.
الخطوات القادمة:
من المتوقع أن يقوم علماء المصريات بدراسة النسخة الجديدة بعناية لتحليل محتواها ومقارنته بالنسخ الأخرى المعروفة من مرسوم كانوبس. يمكن أن تؤدي هذه الدراسة إلى اكتشافات جديدة حول التاريخ المصري القديم وفهم أعمق للعصر البطلمي.
