طائرة شحن روسية ممنوعة تهبط في أوبينغتون
طائرة شحن روسية مثيرة للجدل تهبط في جنوب أفريقيا: غموض يحيط بالشحنة والهدف
أثارت طائرة شحن روسية من طراز إليوشن IL-76، مدرجة على القائمة السوداء من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بسبب أنشطة مشبوهة، جدلاً واسعاً بعد هبوطها في مدينة أوبينغتون بجنوب أفريقيا يوم الخميس الماضي. الطائرة، التي وصلت محملة بشحنة غير معلنة، غادرت لاحقاً وهي فارغة بعد التزود بالوقود في مطار لانسيريا، مما أثار تساؤلات حادة حول طبيعة البضائع التي كانت تحملها والهدف من هذه الرحلة الغامضة.
الرحلة، التي كشفت عنها صحيفة “City Press” لأول مرة، أثارت مخاوف جدية بشأن الشفافية والالتزام بالقوانين في قطاع الطيران بجنوب أفريقيا. الطائرة، التي تشغلها شركة “أباكان للطيران” (Abakan Air) ومقرها موسكو، تحمل التسجيل RA-76445، وقد تم رصدها عبر موقع Flightradar24 (FR24) في إيران قبل وصولها إلى أوبينغتون مروراً بدار السلام في تنزانيا. المثير للاهتمام هو أن الطائرة لم تظهر على الرادار إلا بعد إقلاعها من المركز التنزاني، مما يزيد من الغموض المحيط بالرحلة.
وفقًا لموقع ch-aviation.com، تمتلك شركة أباكان للطيران، المملوكة ليوليا أناتولييفنا إيلينا، ترخيصًا روسيًا لنقل الشحنات المشعة، مما زاد من التكهنات حول طبيعة مهمتها الحقيقية في جنوب أفريقيا.
وفي تطور لافت، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية الطائرة على القائمة السوداء في يونيو 2024، متهمة إياها بنقل معدات عسكرية روسية. وربطت الوزارة شركة أباكان بتقديم الدعم الجوي لـ “الفيلق الأفريقي الروسي”، الذي كان يُعرف سابقًا باسم مجموعة فاغنر، والناشط في دول مثل ليبيا ومالي.
أكدت صحيفة “Rapport” أن الرحلة لا علاقة لها بإعادة المعدات العسكرية الجنوب أفريقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما يضيف المزيد من التعقيد إلى اللغز. جدير بالذكر أن مدرج مطار أوبينغتون، الذي يبلغ طوله 4900 متر، يعتبر من بين أطول مدارج الطيران في العالم. علاوة على ذلك، فإن الروابط التاريخية للمدينة بمنطقة “فاستراب” لاختبار الأسلحة، والتي كانت تستخدم لبرنامج جنوب أفريقيا النووي قبل عقود، تزيد من الإثارة والغموض المحيطين بهذه الرحلة.
حذرت منظمة المراقبة blacklist.aero، ومقرها لندن، موردي الطيران الجنوب أفريقيين من تقديم الخدمات للطائرة، مشيرة إلى أن شركة أباكان مَدينة بأكثر من 17 مليون راند مقابل خدمات الطيران، بالإضافة إلى مخاطر العقوبات، نظرًا لإدراجها على القائمة السوداء من قبل الولايات المتحدة. وقبل وقت قصير من هبوط الطائرة، أرسلت المنظمة رسالة تحث فيها الموردين على عدم تزويد الطائرة بالوقود أو خدمات الدعم الأخرى.
زعمت blacklist.aero أن بعض الدول الأفريقية التي تهتم فقط بالأسلحة الروسية تتجاهل هذا الانتهاك، وتتهم أباكان بتقديم خطط طيران كاذبة وتعطيل أجهزة الإرسال والاستقبال، مما يشكل خرقًا لقواعد الطيران الدولية.
ونقلت صحيفة “City Press” عن مصدر في مجال الطيران قوله: “إذا كانت هذه الرحلة ستفرغ شحنتها بعيدًا عن أعين الجمهور في أوبينغتون، فلا بد أن نتساءل عن السبب”.
على الرغم من هذه التساؤلات والمخاوف، لم تستجب وزارة النقل في جنوب أفريقيا، التي أصدرت تصريح التشغيل الأجنبي للطائرة (FN/124/2025)، لطلبات التعليق والاستفسارات حول الغرض من الرحلة. هذا الصمت الرسمي يزيد من حالة الغموض ويغذي التكهنات حول طبيعة الشحنة الحقيقية والأهداف الكامنة وراء هذه الرحلة المثيرة للجدل.
