متفرقات

ما هي تداعيات الهجوم على أسطول الحرية؟

بالتأكيد، إليك إعادة صياغة للمحتوى مع تحسين لمحركات البحث (SEO) وإضافة معلومات جديدة، مع الحفاظ على اللغة العربية الفصحى:

عنوان المقال المقترح: أزمة الشرعية المتفاقمة لإسرائيل في المجتمع المدني: تحليل معمق وتداعيات عالمية

مقدمة:

تواجه إسرائيل تصاعدًا ملحوظًا في أزمة شرعيتها على مستوى المجتمع المدني العالمي، وهي أزمة تتجاوز مجرد الاستنكار اللفظي لتشمل تحركات ملموسة وتغييرات في الرأي العام. يستعرض الدكتور نجم الدين آكار، رئيس قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة ماردين أرتوكلو، هذه الأزمة المتجذرة وتداعياتها العالمية في هذا التحليل المفصل.

الأزمة الإنسانية في غزة وتأثيرها على الشرعية الإسرائيلية:

يعاني سكان قطاع غزة منذ سنوات من عنف ممنهج تجاوز حدود العمليات العسكرية التقليدية ليصل إلى مستوى “الإبادة الجماعية”. لا يقتصر الأمر على القصف المستمر، بل يتعداه إلى استخدام التجويع كسلاح حرب، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي.

في ظل هذا الوضع المأساوي، تحرك المئات من النشطاء من أكثر من 40 دولة لتشكيل “أسطول الصمود العالمي” بهدف إيصال المساعدات الأساسية من غذاء ودواء إلى غزة. إلا أن هذا الأسطول واجه اعتداءً وحشيًا من قبل الجيش الإسرائيلي في المياه الدولية، وتم اقتياده قسرًا إلى ميناء أسدود. هذا الاعتداء على مبادرة إنسانية سلمية لم يساهم فقط في تسليط الضوء على الممارسات الإسرائيلية القمعية، بل أثار أيضًا موجة غضب وتضامن ومقاومة متزايدة في جميع أنحاء العالم.

هيمنة إسرائيل في “المجتمع السياسي” وتآكلها في “المجتمع المدني”:

بالاستناد إلى أفكار المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي، يمكن فهم الصراع على الشرعية في إطار ثنائية “المجتمع المدني” و”المجتمع السياسي”. يرى غرامشي أن الهيمنة لا تتحقق فقط من خلال أدوات القمع والإكراه التي تمارسها الدولة (“المجتمع السياسي”)، بل أيضًا من خلال السيطرة على القيم والأيديولوجيات والأشكال الثقافية التي تشكل “المجتمع المدني”.

لقد نجحت إسرائيل في ترسيخ نفوذ كبير في “المجتمع السياسي” من خلال علاقاتها المتينة مع بعض الأنظمة في الشرق الأوسط والنخب السياسية في الغرب. إلا أن مبادرة “أسطول الصمود العالمي” كشفت عن أن هذا النفوذ لا يمتد بنفس القوة إلى “المجتمع المدني”. فعلى الرغم من الضغوط الهائلة على وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية، فإن منظمات المجتمع المدني والنقابات والدوائر الأكاديمية في الغرب تتبنى موقفًا أكثر انتقادًا تجاه السياسات الإسرائيلية، وتحديدًا تلك التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.

استراتيجيات إسرائيل لترسيخ شرعيتها في النظام الدولي:

دأبت إسرائيل منذ نشأتها على استغلال قدراتها المؤسسية وشبكات اللوبي اليهودي المؤثرة للتأثير على النخب السياسية وصناع القرار في مختلف الدول. لعبت شبكات التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام وصناعة السينما دورًا محوريًا في هذا المسعى. وقد استُخدمت هذه الآليات بشكل ممنهج لتشكيل الخطاب المتعلق بفلسطين والصراعات في الشرق الأوسط، مما ساهم في إخفاء الممارسات الإسرائيلية غير القانونية وانتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع.

بالتوازي مع بناء النفوذ على النخب السياسية، سعت إسرائيل من خلال أنشطة الضغط المنظمة إلى منع انتقاد سياساتها وفرض عقوبات عليها في المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية. وقد أدى ذلك إلى خلق جو سياسي لا تستطيع فيه الدول، وخاصة القوى العالمية، والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، اتخاذ موقف قوي ومباشر ضد إسرائيل.

وقد استُخدمت هذه الشبكات المتغلغلة في رأس المال ووسائل التواصل الاجتماعي وقطاع الأعمال للسيطرة على وسائل الإعلام وتقويض قدرتها على نقل الحقائق. ونتيجة لذلك، لم يتمكن الجمهور إلا من الحصول على معلومات محدودة حول جرائم الإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان، مما سهل تجريم الضحايا وتصويرهم على أنهم يشكلون تهديدًا أمنيًا.

“أسطول الصمود العالمي” كشرارة لأزمة الشرعية في المجتمع المدني:

على الرغم من نجاح إسرائيل في إخفاء جرائمها وانتهاكاتها للقانون الدولي بفضل نفوذها في “المجتمع السياسي”، إلا أن مبادرة “أسطول الصمود العالمي” شكلت تطورًا مفصليًا هز هذا الوضع الهيمني. إن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة لا يمثل فقط قمعًا لجهود الإغاثة، بل يشير أيضًا إلى أن آليات السيطرة القائمة على “المجتمع السياسي” لا يمكن أن تعمل بشكل غير محدود.

وقد أدى هذا الحادث إلى خروج حركات اجتماعية مختلفة في الدول الغربية، بما في ذلك مجموعات مشجعي كرة القدم والنقابات والحركات الطلابية والأوساط الفنية والمؤسسات الأكاديمية، للاحتجاج بقوة أكبر على السياسات الإسرائيلية. وتشير استطلاعات الرأي العام العالمية أيضًا إلى تآكل الدعم الشعبي للخطاب والسياسات الموالية لإسرائيل. إن خروج الملايين من الناس في المدن الغربية إلى الشوارع على الرغم من الظروف الجوية القاسية وعنف الشرطة لإدانة سياسات الإبادة الجماعية والاحتلال الإسرائيلية هو دليل ملموس على هذا التحول.

تأثير المجتمع المدني على “المجتمع السياسي” وتداعياته المستقبلية:

بدأ الضغط المجتمعي المتزايد من “المجتمع المدني” يؤثر بشكل مباشر على “المجتمع السياسي”. حتى القادة السياسيين الغربيون الذين كانوا يترددون في السابق في انتقاد إسرائيل اضطروا إلى إعادة النظر في مواقفهم في مواجهة الغضب الشعبي المتزايد. وهذا يشير إلى أن فقدان الدعم من “المجتمع المدني”، وهو الركيزة الأساسية للسلطة في الغرب، سيكون له تداعيات استراتيجية طويلة الأجل على إسرائيل. ومن بين هذه النتائج، تحول صناع القرار السياسيين في الغرب بشكل متزايد نحو تبني مواقف سياسية مؤيدة للفلسطينيين، على الرغم من ضغوط اللوبي اليهودي.

إن عجز الدول الإقليمية والجهات الفاعلة العالمية والمنظمات الدولية عن الرد بشكل فعال على جرائم الإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها إسرائيل في الشرق الأوسط، هو نتيجة للهيمنة التي رسختها إسرائيل في “المجتمع السياسي”. إلا أن مبادرة “أسطول الصمود العالمي” أحدثت تحولًا كبيرًا في هذا الوضع. فالغضب الشعبي العالمي الذي أعقب الاعتداء على الأسطول كشف عن حقيقة مفادها أن “المجتمع المدني”، وخاصة في العالم الغربي، يقف بوضوح إلى جانب فلسطين.

إن خروج الملايين من الناس إلى الشوارع للاحتجاج على سياسات إسرائيل يشير إلى أن إسرائيل تخسر معركتها على الهيمنة. ورغم أن إسرائيل ركزت حتى الآن على نجاحاتها في “المجتمع السياسي”، فإن فقدانها للدعم من “المجتمع المدني” سيؤدي إلى نتائج قد تعكس موازين القوى في المستقبل القريب. وهذا قد يؤدي إلى إضعاف مكانة إسرائيل على الساحة الدولية وتوسيع نطاق الشرعية لنضال الفلسطينيين من أجل التحرر.

خاتمة:

على الرغم من أن “المجتمع السياسي” العالمي لا يزال إلى حد كبير إلى جانب إسرائيل، إلا أن “المجتمع المدني”، وهو المصدر الحقيقي للسلطة، بدأ في الوقوف إلى جانب فلسطين. ومن المتوقع أن يقوم هذا “المجتمع المدني” الداعم للقضية الفلسطينية بتحويل موقف “المجتمع السياسي” إلى موقف مؤيد للفلسطينيين في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى