قافلة الصمود العالمية: اعتقال غريتا ثونبرج ونشطاء آخرين بعد اعتراض البحرية الإسرائيلية سفن مساعدات متجهة إلى غزة
أزمة أسطول المساعدات إلى غزة: إسرائيل تعترض السفن وتعتقل ناشطين بينهم غريتا تونبرغ وسط إدانات دولية
تصاعد التوتر في البحر الأبيض المتوسط مع اعتراض الجيش الإسرائيلي لأسطول “صمود العالمي” المتجه إلى غزة، واعتقال المئات من النشطاء، بمن فيهم الناشطة البيئية السويدية الشهيرة غريتا تونبرغ. تهدف هذه المبادرة إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 18 عامًا وإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى السكان المدنيين المحاصرين.
تفاصيل عملية الاعتراض والاعتقال:
أفاد منظمو أسطول “صمود العالمي” (GSF) بأن القوات الإسرائيلية اعترضت عشرات السفن التابعة للأسطول، وقامت باحتجاز مئات الركاب. وقد أثارت هذه العملية إدانات واسعة النطاق على المستوى العالمي، حيث وصفها المنظمون بأنها “اعتداء غير قانوني” على العاملين في المجال الإنساني. من جانبها، تزعم إسرائيل أن النشطاء “غير مهتمين بالمساعدات، بل بالاستفزاز”.
حتى مساء يوم الخميس، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن سفينة واحدة لا تزال بعيدة عن المنطقة، محذرة أنه “إذا اقتربت، سيتم منع محاولتها لدخول منطقة قتال نشطة وخرق الحصار”.
أهداف الأسطول والمشاركون:
يتألف الأسطول من أكثر من 500 مشارك من عشرات الدول، يحملون على متن سفنهم مواد غذائية ومياه وأدوية بهدف تقديمها للمدنيين في غزة. انطلق الأسطول من برشلونة بإسبانيا في 31 أغسطس، وانضمت إليه سفن أخرى من موانئ مختلفة في البحر الأبيض المتوسط أثناء توجهه نحو غزة.
من بين المشاركين في هذه المبادرة مشرعون من إسبانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى غريتا تونبرغ، التي سبق وأن تم ترحيلها من إسرائيل في يونيو بعد اعتراض سفينة مساعدات أخرى كانت على متنها متجهة إلى غزة.
الوضع الإنساني في غزة:
يأتي هذا الأسطول في ظل وضع إنساني متدهور في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، وتتهم منظمات دولية إسرائيل بعرقلة وصول المساعدات الضرورية. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن أجزاء من غزة تشهد مجاعة “من صنع الإنسان”.
ردود الفعل الدولية:
أثار اعتراض الأسطول ردود فعل غاضبة على المستوى الدولي. عمت المظاهرات شوارع مدن في إيطاليا وتركيا، وعبر قادة دوليون عن استيائهم.
- المكسيك: أعلنت الرئيسة كلاوديا شينباوم أن ستة مواطنين مكسيكيين محتجزون لدى إسرائيل، وأكدت إرسال مذكرات دبلوماسية للمطالبة بمعلومات حول سلامتهم.
- تركيا: وصفت وزارة الخارجية التركية الاعتراض بأنه “عمل إرهابي”.
- حماس: اعتبرت حركة حماس الاعتراض “اعتداء غادراً وعملاً من أعمال القرصنة”.
- كولومبيا: أدان الرئيس غوستافو بيترو الاعتراض ووصفه بأنه “جريمة دولية”، وأعلن طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين من بلاده.
- فرنسا وإيطاليا: دعا وزيرا خارجية فرنسا وإيطاليا السلطات الإسرائيلية إلى ضمان سلامة المشاركين في الأسطول وتوفير الحماية القنصلية لهم.
إسرائيل تبرر اعتراض الأسطول:
تزعم إسرائيل أن الأسطول يقترب من منطقة قتال نشطة وينتهك الحصار البحري القانوني، وأن الهدف الوحيد للأسطول هو “الاستفزاز”. وتدعي أنها عرضت مرارًا وتكرارًا طرقًا بديلة لدخول المساعدات إلى غزة، بما في ذلك النقل عبر ميناء أشدود.
إلا أن منظمي الأسطول يرفضون هذه العروض ويصرون على تسليم المساعدات مباشرة إلى المدنيين في غزة.
خلفية تاريخية:
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتراض أساطيل مساعدات متجهة إلى غزة. ففي عام 2010، هاجمت القوات الإسرائيلية أسطول مساعدات في المياه الدولية، مما أسفر عن مقتل تسعة مواطنين أتراك وإثارة غضب دولي واسع النطاق.
تطورات لاحقة:
- أفاد منظمو الأسطول بأن بعض سفنهم تعرضت لهجمات بطائرات إسرائيلية بدون طيار، مما دفع إيطاليا وإسبانيا إلى نشر سفن لمساعدة الأسطول.
- تزعم إسرائيل أنها عثرت على وثائق في غزة “تثبت تورط حماس المباشر” في تمويل وتنفيذ الأسطول، وهو ما نفاه المنظمون بشدة.
يشكل اعتراض أسطول المساعدات الأخير حلقة جديدة في سلسلة التوترات المتصاعدة بين إسرائيل والمنظمات المؤيدة للفلسطينيين، ويسلط الضوء على الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة والحاجة الملحة لإيجاد حلول مستدامة لإنهاء الحصار وتلبية احتياجات السكان المدنيين.