العرب في تركيادوليهجرة ولجوء

قصة فتاة سورية ولدت في ألمانيا وعادت إلى سوريا ثم اضطرت لخوض رحلة اللجوء لألمانيا مجددا

أجبرت الحرب الكثير من المغتربين السوريين على العودة لبلاد الاغتراب, بعدما كانوا يحلمون بقضاء بقية حياتهم في وطنهم الأم, سوريا.

 

منظمة “برو أزيول” نشرت حاورا على صفحتها الرسمية’ الأربعاء الماضي, مع اللاجئة السورية مايا الخشن, البالغة من العمر 31 عاما, والتي ولدت في ألمانيا وترعرعت فيها, حتى عادت إلى سوريا وتزوجت هناك, وأسست عائلة لها, قبل أن تضطر للمخاطرة بحياتها وحياة عائلتها, من أجل العودة لألمانيا.

 

وجاء الحوار الذي أجرته المنظمة مع السيدة السورية:
-عائلتك سورية, لكنك ولدت ونشأت ودرست في ألمانيا, لماذا عدتي إلى سوريا بعد حصولك على الشهادة الثانوية؟
-مايا: لقد قضيت عدة سنوات في ألمانيا التي كانت بيتا لي, على الرغم من ذلك, كنت أحمل إقامة الصبر(الدولدونغ).

 

بعد إنهاء الشهادة الثانوية العامة ذهبت لدائرة الأجانب لأستفسر عن مستقبلي في ألمانيا, الموظف المسؤول شرح لي بأنني لا يمكنني أن أدرس في الجامعة, أو أن أحصل على ترتيب مهني, كوني أحمل تلك الإقامة.

 

بناء على ذلك سألت الموظف عن رأيه إن كان علي البقاء في المنزل, كان عمري في ذلك الوقت 21 عاما, وأردت أن أغير العالم, الرجل أجاب بأن الأمر ليس مشكلته.

 

-عندها فكرت بتغيير العالم في سوريا؟

مايا: تماما, لقد أردت دراسة الطب البشري, وبعدها التفكير أي مستقبل علي بناؤه, لدى عودتي كان علي الانتظار لبعض الوقت لدخول الجامعة, لحين تصديق أوراقي وجمعها, حين انتهى أمر الأوراق, كنت قد تعرفت على زوجي, وعقدنا قراننا, لقد رزقت بطفل سريعا.

 

لدى بلوغ طفلي سن الثانية فكرت بأن أضعه عند جدته حتى أستطيع دخول الجامعة, وألتفت إليها, لكن من سوء حظي مرض بشكل شديد, وفي الوقت نفسه أدركت أنني حامل بطفلي الثاني, وبذلك نسيت الجامعة مبدئيا.

 

مع مرور الوقت, ولدت طفلي الثاني, لكن في تلك الأثناء اندلعت الحرب , وقررت الهرب من عائلتي إلى ألمانيا.

 

أهلي وإخوتي ما زالوا يعيشون في ألمانيا, أخي وقع على أوراق تعهد أمام الدولة الألمانية من أجلنا, لكن بالرغم من ذلك تم رفض عودتي لألمانيا.

 

-الطريق المباشر إلى ألمانيا كان مغلقاٌ, ماذا فعلتم بعدها؟

مايا: هربت إلى مصر, وحاولت التواصل مع السفارة الألمانية هناك لشرح حالتي, حتى أنني طالبت بمقابلة السفير, لكن ذلك لم يكن ممكناٌ.

 

بدلاٌ من ذلك تم نصحي بأن أرسل له رسالة, وبالفعل أرسلت رسالة شرحت فيها حالتي بالتفصيل, لكنني لم أتلقى أي رد, بل تمت إجابتي بإيميل اعتيادي, مضمونه الشروط الواجبة للتقدم للحصول على فيزا.

 

خلال ذلك الوقت بدأت مدخراتنا بالنفاد, ولم نكن نستطيع العمل, فلم يتبق لنا سوى رحلة البحر.

 

-لقد صعدت مع زوجك وأطفالك الإثنين فب القارب؟

مايا: لا أحبذ الحديث عن هذا الأمر, لم يكن لدينا خيار آخر, دفعنا 2500 دولار للمهربين عن الشخص الواحد, ومكثنا أسبوعاٌ كاملاٌ في البحر.

 

القارب كان قارب صيد لا يتسع سوى ل30 شخصاٌ, لكننا كنا أكثر من 300 في الرحلة, حيث لم يكن بالإمكان التحرك نهائياٌ.

 

الرحلة تستغرق ثلاثة أيام عادة, لكن المحرك تعطل, وأجبرنا على التوقف, في ذلك الوقت أحسست بالخوف الشديد, لقد شعرت بالأمواج التي تلطم القارب, وأدركت هول الموقف.

 

في اليوم الرابع فكرت بأننا سوف نموت هناك, أطفالي كانوا في حضني, وكنت غارقة في التفكير كيف يمكنني أن أرفعهم فوق الماء كي لا يغرقوا.

 

برو أزيول: لقد كان أمراٌ شديداٌ بالتأكيد, لن أسأل أكثر بخصوص هذا الموضوع, كيف أصبح الوضع عندما وصلتم أخيراٌ إلى ألمانيا؟

مايا: لقد كان الوضع متأرجحاٌ, أولا كنت في مبادرة للاجئين في إيسن, كنت عملت فيها من قبل, بعدها تم تحويلنا لمركز طوارئ في دورتموند للمبيت, حيث تقدمنا بطلب لجوئنا هناك.

 

بعد مدة ليست بالطويلة تم إرجاعي مع أطفالي إلى إيسن, حيث كانت توجد هناك معاملة طلب لجوئي السابقة, لقد تم تفريقنا أنا وزوجي, حيث تم تحويله هو الآخر إلى آخن.

 

بعد ثلاثة أشهر استطاع العودة, وعثرنا على شقة في إيسن, بعد التحقيقات ودرس الطلبات, تمت الموافقة عليها, وقبل خمسة أيام حصلت على الإقامة الدائمة, من الآن فصاعداٌ بدأت الصعود.

 

-الآن لم يتبق سوى حصولك على الجنسية, هل تودين الحصول عليها؟

مايا: نعم, ابتداء من 2019 أستطيع التقدم للحصول على الجنسية, سوف أفعل ذلك, كما أسلفت, ألمانيا هي منزلي بغض النظر عن السياسة, من يكون دائماٌ راضياٌ عن سياسة بلده؟

-هنا وصلنا أيضاٌ إلى حملة برو أزيول تحت عنوان: ” أنا أدافع عن دستورك” التي تظهر فيها صورتك, الالتزام أمام الدستور هو الركيزة للجنسية.

 

مايا: الحرية, الديمقراطية, الإنسانية, العدالة, الدستور يتضمن القيم والحقوق, لكن يجب أن يكون المرء في ألمانيا حتى يتمتع بذلك, سابقاٌ في مصر عندما رجوت السفارة الألمانية هناك لم يكن يسري علي الدستور الألماني, بالرغم من وجود أخي هنا, والذي أثبت أنني من ألمانيا.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى