صحة

اليوم العالمي للقهوة: تأثيرها على صحة الأطفال والحوامل

اليوم العالمي للقهوة: رحلة في تاريخ النكهة وتأثيرها على صحة الأطفال والحوامل

القهوة ليست مجرد مشروب ينعش الصباح، بل هي جزء لا يتجزأ من ثقافات العالم، عادة يومية تجمع الناس حول موائد الحوار والعمل، وتراث اقتصادي وثقافي عريق يستحق الاحتفاء. في اليوم العالمي للقهوة، نتوقف لنستكشف أبعاد هذه المكانة العالمية، ونغوص في تاريخها ونستعرض تأثيراتها المختلفة، خاصة على الفئات الأكثر حساسية: الأطفال والحوامل.

في هذا التقرير، نستضيف الدكتور أحمد منصور، أستاذ التغذية العلاجية، ليأخذنا في جولة مفصلة حول القهوة، تاريخها، أسرارها، وتأثيراتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وكيف يؤثر هذا المشروب الصغير على الطفل والحامل والإنسان العادي. هل هي مجرد عادة أم لها أبعاد أعمق؟

القهوة والأطفال: تأثيرات يجب الانتباه إليها

الكافيين، المكون الأساسي في القهوة، يؤثر على الأطفال بشكل مختلف تبعاً لأعمارهم وأجسامهم. ومع ذلك، توجد آثار جانبية مشتركة يجب على الأهل الانتباه إليها. فكم مرة رأيت مراهقاً أو حتى طفلاً صغيراً يحتسي فنجان قهوة مثلجة؟ قد تبدو الصورة عادية، لكنها تحمل في طياتها تأثيرات قد تكون ضارة.

أضرار القهوة على الأطفال:

  • تأثير على النمو: الكافيين قد يعيق تكوين روابط أساسية في الدماغ، خاصة في مرحلة المراهقة، مما يقلل من كفاءة هذه الوصلات. تشير الدراسات على الحيوانات إلى أن تناول القهوة قد يؤدي إلى مشاكل في النوم والنمو العقلي.
  • اضطرابات النوم: يحتاج الأطفال والمراهقون إلى ساعات نوم كافية لنموهم السليم. القهوة، خاصة في المساء، قد تسبب صعوبة في النوم والأرق. كل 10 ملليغرامات من الكافيين قد تحرم المراهق من 12% من ساعات نومه.
  • تأثير سلبي على التغذية: الكافيين محفز يؤثر على منطقة الإدمان في الدماغ، مما قد يؤدي إلى فقدان الشهية واختيارات غذائية غير صحية.
  • التعود والإدمان: التعود على القهوة قد يخلق ارتباطاً بين تناولها وعدم الشعور بالمشاكل، مثل الصداع. عند تقليل الكمية أو التوقف عن تناولها، قد تظهر أعراض انسحاب تشبه أعراض الإدمان.
  • تأثير على التركيز: قد يؤدي تناول كميات كبيرة من القهوة إلى فرط النشاط وصعوبة التركيز في الأنشطة المدرسية.
  • نقص الكالسيوم: توجد علاقة عكسية بين الكافيين والكالسيوم. تناول 100 ملليغرام من الكافيين قد يؤدي إلى فقدان 6 ملليغرامات من الكالسيوم، وهو أمر ضروري لنمو العظام والوقاية من هشاشة العظام.
  • تأثير على الأسنان: القهوة مشروب حمضي قد يضعف الأسنان ويزيد من خطر التسوس.
  • الجفاف: القهوة مدرة للبول، مما قد يؤدي إلى الجفاف إذا لم يتم تعويض السوائل المفقودة بشرب كميات كافية من الماء.

هل يمكن للأطفال شرب القهوة؟

يعتمد ذلك على عمر الطفل. كلما كان الطفل أصغر، كلما كان من الأفضل تجنب القهوة تماماً. لا توجد إرشادات واضحة بشأن كمية الكافيين المسموح بها للأطفال، ولكن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لا تشجع على استهلاك الكافيين للأطفال. بعض الدول مثل كندا لديها إرشادات تحدد الكميات اليومية الموصى بها:

  • الأعمار من 4 إلى 6 سنوات: 45 ملغ (حوالي نصف فنجان قهوة)
  • الأعمار من 7 إلى 9 سنوات: 62.5 ملغ
  • الأعمار من 10 إلى 12 سنة: 85 ملغ
  • المراهقون: 85 – 100 ملغ

القهوة والحمل: احتياطات ضرورية

الحمل مرحلة حساسة، وأي مادة تدخل جسم الأم قد تصل إلى الجنين. إليكِ بعض المعلومات الهامة إذا كنت حاملاً وتشربين القهوة:

  • احتمال الإجهاض والولادة المبكرة: استهلاك أكثر من 200 ملغ من الكافيين يومياً (ما يعادل فنجانين من القهوة) قد يزيد من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة بسبب تأثير الكافيين على تدفق الدم إلى المشيمة.
  • تأثير الكافيين على الجنين: الكافيين يعبر المشيمة ويؤثر مباشرة على الجنين، الذي لا يمتلك الكبد الناضج القادر على التعامل معه. قد يرتبط ذلك بانخفاض وزن المولود أو تأخر النمو العقلي والحركي.
  • تأثير الكافيين بعد الولادة: تشير الأبحاث إلى أن الاستهلاك العالي للكافيين خلال الحمل قد يزيد من خطر إصابة الطفل بمشاكل صحية في مرحلة الطفولة، مثل السمنة المبكرة أو بعض أنواع السرطان.

الجرعات الموصى بها من الكافيين للفئات المختلفة:

  • البالغون الأصحاء: 300-400 ملغ يومياً (3-4 أكواب قهوة).
  • المراهقون: لا تزيد عن 100 ملغ يومياً.
  • الأطفال: يفضل الامتناع تماماً.
  • الحوامل: 200 ملغ يومياً كحد أقصى.
  • مرضى القلب والضغط: يجب استشارة الطبيب.

الخلاصة:

القهوة لها فوائد وأضرار، والاعتدال هو المفتاح. الكافيين قد يسبب اعتماداً نفسياً وجسدياً، ولكن الاعتدال في استهلاكها يجعلها عادة صحية أكثر من كونها خطراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى