صحة

الكلاب الضالة تهدد الصحة العامة: تحذيرات من تفاقم الأزمة

الكلاب الضالة: أزمة مستمرة تهدد سلامة المواطنين والرفق بالحيوان.. خبراء يوضحون الأسباب والحلول المقترحة

تظل قضية انتشار الكلاب الضالة في الشوارع تشكل تحديًا كبيرًا يواجه المجتمع المصري، حيث تتداخل فيها اعتبارات صحة وسلامة المواطنين، وحقوق الحيوان، والمسؤولية المجتمعية. ورغم النقاشات المستمرة والجهود المبذولة، لا تزال هذه الظاهرة تؤرق الكثيرين وتثير مخاوفهم.

الدكتورة شيرين زكي، الوكيل السابق لنقابة الأطباء البيطريين ورئيس لجنة سلامة الغذاء، تؤكد أن هذه القضية “شائكة” وتتطلب تضافر جهود مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك الجهات الحكومية والمجتمع المدني والمواطنين أنفسهم. وأشارت إلى أن النقاشات حول هذه القضية تعود لسنوات، وقد تم تقديم العديد من المقترحات وورقات العمل، إلا أنها لم تثمر عن حلول جذرية حتى الآن.

الخوف والرعب في الشوارع.. أرقام مقلقة وتحديات جمة

تؤكد الدكتورة شيرين زكي على أن صحة الإنسان وسلامته يجب أن تكونا على رأس الأولويات، مع التأكيد على أهمية الرفق بالحيوان. وتشير إلى أن الكلاب الضالة تتسبب في حالة من “الرعب” لدى المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن.

وفي حين تشير بعض التقديرات إلى وجود حوالي 40 مليون كلب ضال في مصر، ترى الدكتورة زكي أنه لا يمكن التأكد من هذا الرقم، حيث أن جزءًا كبيرًا من هذه الكلاب قد يتواجد في المناطق الجبلية والنائية. إلا أن وجودها بأعداد كبيرة في المدن يمثل تهديدًا حقيقيًا.

أسباب تفاقم المشكلة.. الزحف العمراني والقمامة أبرز العوامل

توضح الدكتورة شيرين زكي أن هناك عدة عوامل ساهمت في تفاقم مشكلة انتشار الكلاب الضالة، من بينها:

  • الزحف العمراني: التوسع العمراني باتجاه المناطق القريبة من الجبال والمناطق الطبيعية أدى إلى تداخل الإنسان في بيئة هذه الحيوانات، مما دفعها للبحث عن مصادر غذاء جديدة في المدن.
  • تراكم القمامة: انتشار القمامة بشكل كبير في بعض المناطق، نتيجة قلة وعي المواطنين، يوفر مصدرًا سهلًا للغذاء للكلاب الضالة، مما يشجعها على التكاثر والبقاء في هذه المناطق.

حلول مقترحة.. رؤية شاملة لمواجهة الأزمة

لمواجهة هذه الأزمة، يقترح الخبراء اتباع نهج شامل يتضمن عدة عناصر:

  • حملات توعية مكثفة: لزيادة وعي المواطنين بأهمية النظافة والتخلص السليم من القمامة، وتأثير ذلك على انتشار الكلاب الضالة.
  • تفعيل دور الجهات المعنية: من خلال توفير الموارد اللازمة لتنفيذ برامج مكافحة انتشار الكلاب الضالة، مثل حملات التطعيم والتعقيم.
  • تطوير التشريعات: لتنظيم تربية الحيوانات الأليفة، وتجريم إطلاقها في الشوارع، وفرض عقوبات على المخالفين.
  • إنشاء ملاجئ للحيوانات: لتوفير مأوى آمن للكلاب الضالة، وتقديم الرعاية الطبية والتغذية المناسبة لها.
  • تشجيع التبني: لتشجيع المواطنين على تبني الكلاب الضالة، بدلاً من شرائها من المتاجر.

معلومات إضافية:

  • الأمراض التي تنقلها الكلاب الضالة: من المهم التنويه إلى أن الكلاب الضالة قد تنقل بعض الأمراض الخطيرة للإنسان، مثل داء الكلب (السعار)، والتسمم الدموي، وبعض الطفيليات المعوية.
  • دور المجتمع المدني: تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا هامًا في رعاية الحيوانات الضالة، من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي، وتنظيم حملات التطعيم والتعقيم، والتوعية بحقوق الحيوان.

وفي النهاية، فإن حل مشكلة الكلاب الضالة يتطلب تضافر جهود الجميع، والعمل بروح المسؤولية المجتمعية، لحماية صحة وسلامة المواطنين، وضمان الرفق بالحيوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى