تركيا

أكبر ضبط للمواد المهربة في مطار إسطنبول

مكافحة التهريب في تركيا: ضربة قوية للمهربين بقيمة 74.7 مليار ليرة تركية في 9 أشهر

أنقرة، تركيا: كشفت بيانات وزارة التجارة التركية عن نجاح كبير في مكافحة التهريب عبر المنافذ الجمركية خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025. حيث تم ضبط بضائع مهربة بقيمة مذهلة بلغت 74.7 مليار ليرة تركية (حوالي [اذكر قيمة بالدولار الأمريكي أو اليورو بناءً على سعر الصرف الحالي]) في 5349 عملية تفتيش دقيقة ومنظمة.

ويُعد هذا الرقم قفزة نوعية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث ارتفعت قيمة المضبوطات بنسبة 130%، بينما زاد عدد العمليات بنسبة 4%. وتعكس هذه الزيادة المضاعفة جهودًا مكثفة وموجهة من قبل السلطات التركية لمكافحة التهريب بجميع أشكاله.

مطار إسطنبول في الصدارة:

تصدر مطار إسطنبول قائمة المنافذ الجمركية التي شهدت أكبر حجم من المضبوطات، حيث تم ضبط بضائع مهربة بقيمة 31.7 مليار ليرة تركية. وتُظهر هذه الأرقام حجم التحديات التي تواجهها السلطات في هذا المطار الحيوي، والذي يُعتبر نقطة عبور رئيسية للمسافرين والبضائع على مستوى العالم. كما تشير إلى ضرورة الاستمرار في تطوير وتحديث الأنظمة الأمنية والتفتيش في المطار.

وجاء في المرتبة الثانية معبر غوربولاك الحدودي بقيمة 11.6 مليار ليرة تركية، يليه معبر كابي كوله الحدودي بقيمة 4.1 مليار ليرة تركية. هذه المنافذ البرية تشكل نقاط عبور حيوية للتجارة مع دول الجوار، مما يجعلها أيضًا عرضة لمحاولات التهريب.

المخدرات تتصدر قائمة المضبوطات:

أظهرت التقارير أن المواد المخدرة تصدرت قائمة البضائع المهربة التي تم ضبطها خلال هذه الفترة. ويُعد هذا الأمر مؤشرًا خطيرًا يتطلب تضافر الجهود على المستويين المحلي والدولي لمكافحة هذه الآفة التي تهدد المجتمعات. وتشمل الجهود تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، وتطوير استراتيجيات فعالة للكشف عن المخدرات ومنع تهريبها.

أهداف وزارة التجارة:

تؤكد وزارة التجارة التركية أن هذه الجهود تأتي في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، من بينها:

  • مكافحة الاقتصاد الخفي: الحد من الأنشطة غير المشروعة التي تؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني وتساهم في التهرب الضريبي.
  • حماية الصحة العامة والأمن: منع دخول البضائع المهربة التي قد تشكل خطرًا على صحة وسلامة المواطنين، مثل الأدوية المزيفة والمواد الغذائية غير المطابقة للمواصفات.
  • الحفاظ على التوازن في السوق المحلي: ضمان منافسة عادلة وقانونية بين الشركات، ومنع الممارسات التجارية غير المشروعة التي قد تضر بالاقتصاد الوطني.
  • تأمين استمرار التجارة بشكل آمن وسلس: تسهيل حركة البضائع المشروعة عبر المنافذ الجمركية، مع ضمان تطبيق القوانين واللوائح بشكل فعال.

تكنولوجيا متطورة في خدمة مكافحة التهريب:

تولي السلطات التركية اهتمامًا كبيرًا بتطوير وتحديث الأنظمة الأمنية والتفتيش في المنافذ الجمركية. ويشمل ذلك استخدام أحدث التقنيات، مثل:

  • أجهزة المسح بالأشعة السينية (X-ray): تعمل هذه الأجهزة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للكشف عن البضائع المهربة والمواد المحظورة داخل الحقائب والحاويات والمركبات. ويجري استبدال الأجهزة القديمة بأجهزة جديدة يتم إنتاجها محليًا في إطار “المشروع الوطني لأنظمة المسح”.
  • تكنولوجيا الإرسال والانعكاس: تستخدم هذه التكنولوجيا في أجهزة المسح بالأشعة السينية المتنقلة للمركبات والحاويات، مما يسمح بالكشف عن المواد المهربة والمحظورة بكفاءة عالية.
  • أجهزة الكشف عن المخدرات والمواد الكيميائية: تستخدم هذه الأجهزة لتحديد المواد المخدرة والمواد الكيميائية الخطرة بدقة وسرعة.
  • كاميرات الفيديو وأنظمة تتبع المركبات: تساعد هذه الأنظمة في مراقبة حركة البضائع والمركبات عبر المنافذ الجمركية، وتحديد أي أنشطة مشبوهة.
  • الكلاب البوليسية المدربة: تلعب الكلاب البوليسية دورًا حيويًا في الكشف عن المخدرات والمتفجرات وغيرها من المواد المهربة.

مستقبل مكافحة التهريب في تركيا:

تواصل تركيا الاستثمار في تطوير وتحديث أنظمة مكافحة التهريب، وتعتزم إطلاق نظام مسح متنقل بالأشعة السينية يعتمد على تكنولوجيا الإرسال والانعكاس. كما تعمل على زيادة أعداد وتطوير قدرات الأفراد والمعدات المستخدمة في عمليات التفتيش.

من الواضح أن مكافحة التهريب هي أولوية قصوى للحكومة التركية، وأنها مستمرة في بذل الجهود لضمان أمن وسلامة المجتمع والاقتصاد الوطني.

هل هذا المستوى من التهريب في المطارات أمر طبيعي؟

يعكس حجم المضبوطات في المطارات، وخاصة مطار إسطنبول، الدور الحيوي الذي تلعبه هذه المنافذ في حركة التجارة والسفر. ومع ذلك، فإن هذا الحجم الكبير من المضبوطات يشير أيضًا إلى وجود تحديات كبيرة في مكافحة التهريب، ويتطلب مزيدًا من التحسينات في الأنظمة الأمنية والتفتيش. يجب على السلطات الاستمرار في تطوير استراتيجيات جديدة ومبتكرة لمواجهة هذه التحديات، وتعزيز التعاون مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية لمكافحة التهريب بجميع أشكاله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى