هل يعود كل السوريين إلى تركيا بعد إجازة العيد؟!

“هل سيعود جميع السوريين الذين سُمح لهم بزيارة أهلهم وذويهم خلال الأعياد، إلى تركيا؟”. سؤال بدأ يتردد كثيراً، بأوساط الأتراك أنفسهم، ولدى السوريين، خاصة بعد عدم منحهم الجنسية التركية، وقلة فرص العمل أو الأجور المنخفضة، والأهم، توقف القصف بالشمال السوري.
ويقول ظافر عبد اللي، مزارع من مدينة إدلب: “سأدخل إلى سورية بعد غد لأستطلع إمكانية العيش هناك، والأهم التأكد من مدى صدقية ما أشيع عن استرجاع أرضي الزراعية التي احتلتها المليشيات الموالية للنظام. إن تمكنت من استرجاع أرضي وكان الأمان الذي نسمع عنه واقعاً، فلن أعود لتركيا، رغم الترحيب والاحترام الذي لاقيته من الأتراك على مدى سنوات، إلا أن قلة فرص العمل وتواضع العائد المالي، لا يتوازى مع ارتفاع تكاليف المعيشة”.
ويضيف لـ”العربي الجديد”، “في النهاية، ليس للإنسان إلا وطنه، عشنا بتركيا لاجئين وضيوفا لخمس سنوات، وإن كانت الفرصة سانحة للعيش بأمان، فلن أعود إلى تركيا”. ويوضح عبد اللي المقيم بمدينة أنطاكيا، أنه سيدخل من بوابة “جيلوة غوزو” المقابلة لمعبر باب الهوى السوري، لأنها قريبة من مدينة إدلب.
بدوره، يقول بلال حسين، لـ”العربي الجديد”، وهو عامل بناء، كان يهمّ بالدخول لسورية من معبر باب السلامة القريب من مدينة غازي عنتاب الحدودية مع سورية، “لن أعود إلى تركيا وسأسلم البطاقة “الكيملك” على الحدود”.
وعن سبب ذلك، يجيب “تركيا لم تقصر معنا، لكننا هنا بلا مستقبل، فعائد العمل ألف ليرة تركية (نحو 270 دولاراً) بالكاد يكفي إيجار البيت ومصاريف المعيشة وفواتير الطاقة، وها أنا منذ خمس سنوات بتركيا، لم أوفر سوى بضع مئات، ربما لا تكفيني للعبور والعيش بسورية لفترة وجيزة”. ويضيف حسين المقيم بقرية نيذب القريبة من مدينة غازي عنتاب، في سورية لدينا بيت وأرزاق ولطالما توقف القصف، يمكننا تدبر معيشتنا، أياً كان العمل.